الزوج مطلوب منه أن يعاشر زوجته بالمعروف، كما أمره ربه تبارك وتعالى في قوله: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}. والمعاشرة بالمعروف كلمة جامعة تحمل معاني إيصال الخير إليها، وإدخال السرور عليها، ومعاملتها معاملة حسنة، وهكذا كان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نسائه .
فإن كانت معاملة زوجك لك على ما ذكرت، فهو مسيء بذلك. ولكن هذا التصرف بمجرده لا يسوغ لك طلب الطلاق إلا إذا تضررت منه تضررا ليس بالهين .
وإذا كرهت البقاء في عصمته، وخشيت أن يؤدي بك ذلك إلى التفريط في حقه، فيمكنك مخالعته؛ كما فعلت امرأة ثابت بن قيس -رضي الله عنه وعنها .
ولا ننصحك بالتعجل إلى الطلاق أو الخلع، فقد لا تكون المصلحة دائما في الطلاق، بل الغالب ضرره، فينبغي الصبر عليه والدعاء له بصلاح الحال، والاستعانة بالمقربين إليه يناصحوه إن دعت لذلك حاجة. وقد ذكرت أنه مثالي، وهذا يعني أنه رجل طيب فيه كثير من خصال الخير.
ولعلك إذا فارقته لم تجدي زوجا آخر، ولو وجدت فقد يصيبك معه من العنت والبلاء، ما يفوق ما وجدته من الأول.

وبخصوص صديقتك، فالواجب عليها أن تتقي الله وتتوب إليه، وتقطع علاقتها مع هذا الرجل الأجنبي، فإنها علاقة آثمة، ويعظم فيها الإثم بكونها امرأة متزوجة؛ لكونها بذلك مفرطة في حق زوجها، إضافة لعصيانها لربها سبحانه.

وما قلناه لك بخصوص الطلاق أو الخلع، نقوله لها. ولو قدر أن فارقها، فلها الزواج من الرجل الآخر، أو من غيره.

وننبه بهذه المناسبة إلى أمر خطير يجب الحذر منه، وهو مما قد يحصل من بعض الناس من العمل على إفساد المرأة على زوجها -ومنهم من يلجأ إلى بعض الطرق الملتوية يغر بها ذات الزوج ويخدعها- وهو ما سماه الشرع بالتخبيب .
نسأل الله تعالى للجميع العافية والسلامة، والتوفيق لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *