إن مدى الانخراط والاندماج في أي مجتمع جديد هو التحدي الذي يواجه مختلف دول العالم، والسويد بطبيعة الحال، ليست إستثناءاً، فماذا يقول السويديون لكي يعتبر الفرد بنظرهم سويدياً؟

سؤال طرحه مركز “بيو” للبحوث في مسح بياني، أجري مؤخراً والذي تم فيه التركيز على أكثر المعايير المطلوبة في تقييم “سويدية” المرء كالثقافة واللغة وبلد الولادة.

ووفقاً للمسح فقد رأى قسم كبير من المستطلعة آراؤهم، أنه ليس من الضروري أن تولد في السويد حتى تكون سويدياً، ولم يرى هؤلاء هذه العلاقة القوية بين مكان الولادة والهوية الوطنية، إذ عبر فقط واحد من كل عشرة أي 8٪ عن أهمية أن يولد الفرد في السويد حتى يعتبر سويدياً، وهذا الرقم هو أقل من المتوسط الأوروبي 33% وأقل بكثير من ال 52% وال 50% وهي النسبة التي يشكلها تدريجياً كل من السكان الهنغاريين واليونانيين، الذين نوهوا بأهمية أن يكون الشخص مولوداً في بلده الأم ليعتبر من السكان الأصليين لهذا البلد أو ذاك .
عادات والتقاليد

كما أظهر المسح أن 26 ٪ فقط من السويديين رأوا أن معرفة العادات والتقاليد في المجتمع وأتباعها، أمر مهم حتى يمكن اعتبار الشخص سويدي، وكانت هذه النسبة الأقل بين ال14 بلداً التي شملها الاستطلاع، فهنغاريا شكلت النسبة الأعلى ب68% تليها اليونان ب66%.

وتختلف نسب هذا المعيار وفقاً للانتماءات السياسية للمستطلعة آراؤهم، فمثلاً 44٪ من المؤيدين لحزب سيفيريا ديموكراتنا اليميني المتطرف أكدوا على ضرورة وجود هذا المعيار لتقييم ما إذا يمكن اعتبار الشخص سويدياً خالصاً أم لا، في حين تنخفض هذه النسبة إلى 20٪ عند الأشخاص غير المنتمين لهذا الحزب.

الدين واللغة

ووفقاً للمسح فقد كانت لسمعة السويد كبلد علماني الحيز الأكبر، الذي استند عليها المستطلعون في تقييم اعتبار الشخص سويدياً أم لا.

حيث عبر فقط 7٪ من السويديين عن أهمية أن يكون الفرد مسيحياً فيما رأى 57٪ أن الدين ليس مهماً أبداً حتى يكون المرء سويدياً أصلياً وتفاوتت هذه النسبة حسب أعمار من شاركوا في الاستطلاع، إذ كان الذين شددوا على أهمية الدين في معظمهم من المتقدمين في السن.

أما فيما يتعلق بمعيار اللغة فقد رأى 66٪ من السويديين أهمية النطق والتكلم بالسويدية حتى يعتبر الفرد سويدياً، وهذه النسبة الكبيرة تكاد تكون متقاربة مع بقية الدول التي شملها الاستطلاع .
د/امال بوسعادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *