د ابراهيم نجم مستشار مفتي مصر ل”الأمل العربي” :

د على جمعة لا يدعو المصريين لزيارة القدس ويقول لهم  ” لا تقيسوا على لأن ظروف زيارتى  يصعب تكرارها “

لو دعيت لزيارة القدس من القاهرة سأرفض والمفتى ألقى حجرا فى الماء الساكن

المفتى قد يدعو مسلمى أوربا وامريكا لزيارة القدس

فتاوى راحة البال بعدم الزيارة تحقق اهداف الصهاينة

د على جمعة رفض اصدار فتوى باباحة تصدير الغاز لاسرائيل واتهم بمعاداة السامية لوصفه الصهاينة  بمصاصى الدماء

تحريم الزيارة ليس محل اجماع  وبعض علماء الازهر يوافقون عليها

وقف تصدير الغاز احد تداعيات زيارة المفتى للقدس

القاهرة:الأمل العربي

صدمة وجدل  واسع احدثته زيارة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية المفاجئة والغير متوقعة للقدس كأول زيارة لعالم دين بهذا الحجم الى الاقصى الاسير , ولم يخفف من حدة هذه الصدمة  ما اكده جمعة مرارا وتكرارا من انها تمت بشكل شخصى وغير رسمى  عن منصبه وأنها لا تمثل مجمع البحوث الاسلامية او الازهر الشريف الذى لم يعلم شيخه وعلماءه بهذه الزيارة الا من وسائل الاعلام  ليعقد مجمع البحوث الاسلامية جلسة طارئة بسبب هذه الزيارة  أكد خلالها رفضه التام لزيارة القدس وهى تحت الاحتلال وتمسكه بقراره السابق بعدم جواز زيارة القدس والمسجد الاقصى  الا بعد تحريرها .

لم يقلل ايضا من حجم الصدمة وحجم الانتقادات والهجوم على المفتى الذى وصل الى حد المطالبة باقالته من منصبه  ماأكده جمعة من  أن هذه الزيارة  تمت دون ترتيب وانه لم يتعامل خلالها مع السلطات الاسرائيلية وان  الترتيبات كانت من الجانب الاردنى طبقا لدعوة مؤسسة ال البيت مأب وبدعوة من ملك الاردن و الأمير غازي بن محمد مستشار الملك وانه لم يرى  خلالها اى من الاسرائيلين ولم يختموا جواز سفره ولم يطلب منهم شيئا لا فى الدخول ولا فى الخروج ولم يكونوا فى المسجد الاقصى وقت الزيارة التى جاءت تالية   لسفر عدد من الاقباط المصريين الى القدس رغم قرار البابا شنودة التاريخى بعدم زيارتها , وزيارة الشيخ الحبيب على الجفرى لها .

ورغم الهجوم الضارى الذى واجهه المفتى بسبب هذه الزيارة الا انه لم يتحدث عنها الا بكلمات واجابات قصيرة فى مؤتمر صحفى عقد فور انتهاء اجتماع مجمع البحوث الاسلامية بالازهر سافر بعده الى الامارات العربية المتحدة  للمشاركة في الاحتفالية العلمية لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الشيخ زايدا  تاركا وراءه جدلا وهجوما بدأ ولن ينتهى .

واشار خلال هذه الكلمة الى ان مجمع البحوث الاسلامية هو مرجعيتنا جميعا وان المجمع  مستمر على دعمه لقراره السابق بعدم جواز السفر الى القدس وذلك لما يترتب عليه من أخذ التأشيرات من سلطات الاحتلال الاسرائيلى وهو ما يعد نوعا من انواع التطبيع , وأن زيارته للقدس شخصية وقد من الله عليه بزيارة المسجد الاقصى وصلى فيه بالناس الظهر والعصر جمعا ولم يقصر الصلاة  لان الركعة فيه ب 500 ركعة , وانه لا يشد الرحال الى اليه وأن الزيارة  لم تكن  تحت علم التطبيع و كانت مفاجأة له ان عرض عليه هذا العرض و لم يستطع رفضه .وأشار الى انه استمع ا للمقدسيين الذين رحبوا به و الذين يستغيثون المسلمين من عمليات التهويد وأكد قائلا  “انما النادر لا يقاس عليه ونتمنى من الله ان يمن علينا بزيارة اخرى للاقصى وقد تحرر من الاحتلال “

وأكد المفتى فى اجابته على احد الاسئلة التى أشارت الى أن الزيارة تعد تشجيعا للمصريين على زيارة القدس بأن كل حالة لها ما فيها وان النادر لا يقاس عليه ,وأن هناك اختلاف فى وجهات النظر حول زيارة القدس ,كما أشار فى اجابته حول كون الزيارة خروجا على الإجماع الوطنى الاسلامى والمسيحى بانه  لم يستطيع ان يرفض هذه الدعوة وقد يسرت بهذه الكيفية وأن الزيارة لا تعد تطبيعا وأنه يلتزم بالسياق المصرى فى هذا المجال .

ونظرا  لغياب د على جمعة  وسفره فور انتهاء اجتماع الازهر واكتفاءه بهذه الكلمات المقتضبة  أجرينا حوارا مع الدكتور أبراهيم نجم مستشار المفتى ليجيب عن العديد من الاسئلة حول هذه الزيارة ونتائجها وما قاله المفتى وتفسير عبارته  ” بان الزيارة نادرة لا يقاس عليها “

* ماذا يقصدالمفتى بعبارة ان النادر لا يقاس عليه ؟

– اعتقد على حد فهمى انه مؤمن ومقتنع بأن الزيارة ترفع معاناة المقدسيين وتكسر الحصار عن الاقصى وتدعم اهل القدس على ارض الواقع وليس بالحناجر العالية, وقد قام المفتى بهذا الامر ديانة ولكن السياق المصرى فى الوضع الحالى لم يكن سيسمح بهذه الزيارة لو حدث تنسيق واستشارات , وهو رأى ان زيارته بهذا الترتيب وهذا السياق  كانت فرصة تتوق نفسه اليها باعتباره قبل ان توافيه المنية خاصة وأن هذا الترتيب لن يتكرر وبالتالى اخذ هذا الموقف ديانة ولم يراعى السياق المصرى المعقد والحالة التى تمر بها البلاد , واعتقد انه كان يقصد ان يقول : ” لا تقيسوا على لان الترتيب الذى توفر لزيارتى كان ترتيبا خاصا يصعب تكراره ”  وهو  لا يدعو المصريين للزيارة لكنه مستمر فى دعم القضية وفتح جبهات اخرى غير الجبهة المصرية بدعوة مسلمي بلاد العالم التى يمكن ان ترتب  لزيارة المسجد الاقصى فيما يخدم مصالح اهل القدس .

  • * لكن هناك خلط بين امرين كون هذه الزيارة تجسد قناعة المفتى  بان الزيارة تفيد المقدسيين وكونها  جاءت مصادفة ودون ترتيب ؟

– لقد اذدادت هذه القناعة لديه بعد ان راى بنفسه رد فعل المقدسيين خصوصا ان هناك اكثر من 40 % من المقدسيين نزحوا من الضفة نظرا لضيق العيش واكثر من 70 % منهم تحت خط الفقر ويجدون ضغوط اقتصادية واجتماعية للبقاء فى القدس وهناك عدد من المحلات التجارية للمقدسيين معروضة للبيع ويسعى اليهود لشراءها وهناك احصائيات تشير الى انه منذ 35 سنة كان فى القدس 4 مقدسيين مقابل شخص واحد  من الاسرائيليين  اليوم اصبحت النسبة شخص واحد مقدسى مقابل 4 اسرائليين وتم فتح الأبواب على مصراعيها أمام الجماعات الاستطانية للسيطرة على عقارات ومقدسات البلدة القديمة، حيث تم افتتاح أكثر من سبعين كنيسًا يهوديًّا حول الأقصى وتحته في الوقت الذي لم يكن هناك فيه سوى كنيس واحد قبل عام 1967م ونجح الاحتلال في ابتلاع حوالي 89% من أراضي القدس،ووصلت نسبة تسرب المواطنين العرب من البلدة القديمة بسب الحصار والاحتلال مابين 40-50% وهذا ما ينفذ الخطة الصهيونية فى التهويد , والمفتى يرى باجتهاده ان التبريرات المقدمة لعدم زيارة الاقصى ودعم المقدسيين تصب فى خدمة الصهيونية .

*ولكن السياق الذى تتحدث عنه وهذه القناعة يشير الى ان الزيارة تمت عن قناعة وارادة وترتيب ؟

– لم يكن هناك ترتيب سوى قبل الزيارة بساعات قليلة أما القناعة فموجودة منذ فترة وتمت الزيارة عندما توفرت هذه الظروف  .

* ولكن هناك من مشايخ فلسطين انفسهم من يرفضون زيارة المسلمين من خارج فلسطين للقدس ويرون انها تصب فى خدمة الصهاينة ومنهم الشيخان عكرمة صبرى ورائد صلاح  الذان تمنعهما سلطات الاحتلال من زيارة الاقصى منذ سنوات ؟

– هذا اجتهاد وفى نفس الوقت نجد تيسير التميمى ومحمود الهباش ومفتى القدس الحالى وخطيب المسجد الاقصى مع الزيارة  ويدركون حجم التهويد فى المدينة ود على جمعة شاهد بنفسه معاناة المقدسيين , والمشايخ الذين تمنعهم اسرائيل من الصلاة فى الاقصى يمكننا ان نضغط من أجلهم , ولكن لا يجب ان نركن الى ما أسميه فتاوى راحة البال بالا نذهب وكأننا قمنا بما يجب ان نفعله ولنسأل انفسنا ماذا فعلت هذه الفتاوى منذ 40 عاما , ولو استمرت لسنوات اخرى فماذا ستجدى غير انها تنفذ هدف الاسرائييين فى استكمال تهويد القدس ,و هل يمكننا الان ان نذهب بفرق لتحرير الاقصى ام اننا يجب ان نتعامل مع فقه الواقع وبما يخدم القضية الفلسطينية وهل ننتظر اشخاص يأتون من كوكب اخر لتحرير القدس .

* وهل كان فضيلة المفتى يتوقع ردود الافعال التى حدثت على هذه الزيارة ؟

– قراءتى انه لم يكن يتوقع ان تكون بهذا الحجم وهذا الزخم  لكنه يدرك ويتفهم  الظرف الذى و طبيعة المتغيرات الموجودة على الساحة .خاصة ان الشارع المصرى قبل الزيارة كان يشهد جدلا وسجالا على مستويات عديدة على المستوى الايدلوجى وكذلك بعض الاخفاقات عند عدد من التيارات التى اتخذت من زيارة المفتى فرصة للتضخيم والتهويل الغير مبرر والغير واقعى وتصوير هذه الزيارة بشكل غير واقعى من جانب بعض التيارات الاسلامية ليبرزوا من جديد على الساحة بصورة من يدافع عن المقدسات وكأنهم حماة الاسلام , و غيرهم من اطراف اخرى حاولت الادلاء بدلوها فى القضية من باب الظهور الاعلامى دون ان يبحثوا عما وراء هذه الزيارة واتبعوا سياسة الصوت العالى والجهاد بالحناجر وهذه التداعيات ستهدأ ولكن بعض الاطراف تسعى الى السطو على مؤسسة الازهر والاستيلاء على منصب المفتى لاهميته فى العالم , وعموما فان المفتى لن يكمل بعد هذا العام حيث يتبقى له 10 اشهر بعد أن تم التجديد له الى يوم 2 مارس 2013 ولم يكن يرغب فى المنصب الا ان الظروف التى تمر بها مصر جعلته يقبل ان  يبقى فيه حتى هذا التاريخ الى ان تستقر الامور فى مصر ويتم انتخاب رئيس  و تستقر الامور فيسلم الراية وهذه الاطراف تسعى للضغط الان حتى تسطو على هذا المنصب وهذا لن يكون ولن نسمح فى دار الافتاء بمثل هذا واعتقد أن هذه الأطراف هى السبب الاكبر لهذا الهجوم , فهل يتم عقاب المفتى لانه زار المسجد الاقصىى فى نفس الوقت الذى تم فيه تداول صور للشيخ يوسف القرضاوى مع عدد من حاخامات اليهود .

* كان الدكتور يوسف القرضاوى من أشد المعارضين لزيارة القدس وله فتوى شهيرة منذ سنوات بتحريم السفر اليها وانتقد زيارة المفتى ووصفها بالتعاون على الاثم والعدوان ؟

– فى المقابل هناك أكثر من فتوى تبيح هذا الامر فهذا اجتهاد وذاك اجتهاد وهناك ترتيب وسياق معين تم فيه ترتيب الزيارة فلم يحصل المفتى على تأشيرة اسرائيلية ولم يقابل اى مسئول اسرائيلى طوال الزيارة , كما انه لا يمكن اتهام المفتى بالتطبيع وقد كان له مواقف عديدة ضد التطبيع ومنها رفضه اصدار فتوى باباحة تصدير الغاز لاسرائيل , كما تم وضعه على قوائم معاداة السامية بسبب مقالاته التى كتبها فى الاهرام وقت العدوان على غزة والتى وصف فيها الاسرائيليين بمصاصى الدماء .

* لكن هناك بعض الصحف ووسائل الاعلام الاسرائيلية اشارت الى ان الزيارة كانت بترتيب مسبق مع وزارة الدفاع الاسرائيلية وفى حراسة القوات الاسرائيلية ؟

– هذا كله كذب وهذه صحف صفراء تسعى لاثارة الرأى العام و هناك صحف مصرية وعربية تسعى لهذه الاثارة وقد نفينا هذه الاكاذيب نفيا قاطعا فالموكب منذ انطلقه من عمان وعودته اليها لم يتم التعامل مع اى شخص اسرائيلى وهذا يتضح من الصور .

* لكن لا يمكن لاى شخص ان يقتنع بفكرة ومقولة ان الزيارة شخصية اذا قام بها قيادة دينية بحجم المفتى ؟

– انا ادرك ان الكثيرين لن يقتنعوا بفكرة انها زيارة شخصية وقد سئلت كمستشار للمفتى لو دعيت للزيارة هل تذهب فقلت لا لن اذهب كمستشار للمفتى موجود بالقاهرة ولكننى لو مكانه فى الاردن لم اكن لاتردد لحظة واحدة لزيارة الاقصى , ولكن لابد ان نفهم السياق والظروف التى تمت فيها هذه الزيارة الخاصة جدا والتى  لا تتوافر لاى شخص .

* سترفض بسبب انك ستكون مضطرا للحصول على تأشيرة اسرائيلية أم لعدم قناعتك بأن الزيارة ستفيد القضية الفلسطينية والمقدسيين ؟

– اريد ان افرق بين مسارين المسار الاول ان السياق المصرى غير مؤهل لا امنيا ولا ثقافيا لقبول هذه الفكرة لذلك انا قلت للمفتى طالما تريد تشجيع الذهاب لنصرة القضية فلتعمل فى سياقات اخرى غير السياق المصرى , لوجود عوائق نفسية وملف امنى ووجود تيارات  اسلامية ترفض الزيارة وترفض الاجتهادات الاخرى وكل هذه الظروف تحتم حتى وان كان الشخص لديه قناعة بهذا الامر ان يتأخر فى هذه الخطوة .

* وماذا تقصد بأن تكون هذه الخطوة خارج السياق المصرى ؟

– مثلا عندما يذهب الى دول اخرى فيها تواجد من المسلمين كأمريكا واوربا فليدعوهم للذهاب لفك الحصار ودعم المقدسيين وتشجيع تجارتهم وان يتم ترشيد هذه الزيارات وتتوجه لمصلحة المقدسيين بتشغيل فنادقهم وتنشيط وتشجيع تجارتهم .

* تقصد االا يذهب المفتى بنفسه ولكن ان يدعو المسلمين من خارج مصر للذهاب ؟

– نعم فهذا ما اقترحته على المفتى واعتقد انه يمكن ان يفكر فى هذا الاقتراح بشكل كبير .

* ولكن اذا كانت هذه الزيارات ستصب فى صالح الفلسطينيين فهل ستسمح بها اسرائيل ؟

– اسرائيل تريد العزلة للمقدسيين وتريد تهويد القدس ليس بشكل مسلح ولكن بسياسة ارهاق المقدسيين وترحيلهم ولذلك يجب ترتيب هذه الزيارات التى لن تستطيع اسرائيل منعها خاصة من مسلمى اوربا وامريكا وعددهم 25 مليون مسلم لو ذهب منهم 200 – 300 الف سيكون امرا جيدا وهؤلاء ليس لديهم مشكلات لانهم يحملون جوازات سفر امريكية واوربية .

* ولكن يقول البعض اذا كانت اسرائيل تمنع دخول المساعدات الى  فلسطين  فإنها تسمح بدخول الزيارات اليها  حتى تقول انها تسمح بزيارة القدس وليس هناك مشكلات من وجود الاقصى والقدس تحت سيطرة الاحتلال الصهيونى ؟

– هناك ملفات واضحة لا تستطيع فيها اسرائيل ان تقول لا وهناك ملفات تتعلق بالامن وتستطيع فيها اسرائيل تقديم مبررات للرأى العام العالمى تتعلق بخوفها من الارهاب وهناك ملفات اخرى لا تستطيع منعها واذا منعت سيكون فى صالح القضية ولكن المطلوب ان يكون هناك حراكا ودراسة واجراءات وقواعد لهذه الزيارات حتى تصب فى مصلحة القدس وفى احياء القضية فى نفوس الشباب .

* البعض يقول كان من الاولى بالمفتى ان يذهب لرفع الحصار عن غزة وانقاذ اهلها المحاصرين بدلا من  زيارة الاقصى وان اغاثة المسلم افضل حتى من زيارة الكعبة ؟

– المفتى فعل هذا بدافع وشوق شخصى منه دون اية اعتبارات وفعلها ديانة وهناك اسئلة كثيرة تشتق من هذا السؤال لن نجد لها اجوبة ولكن النفسية والعقلية الخاصة بالمفتى والترتيب الخاص لأمنية حياته بأن يكمل ثلاثية الزيارات للاماكن المقدسة تجيب على هذه الاسئلة لكنه لم يجلس مع نفسه فترة طويلة ليتنبأ ردود الافعال ويجيب عن مثل هذه الاسئلة التى من الممكن ان توجه اليه .

* ولكن كون هذه الزيارة جاءت فى سياق زمنى بعد زيارة عدد كبير من الاقباط المصريين للقدس وبعد زيارة الشيخ الحبيب على الجفرى يوحى  انها جاءت ضمن هذا الترتيب لتكون منهجا للعلماء للذهاب لزيارة القدس ؟

– اعتقد انها ليست محض صدفة ولكن الترتيب كان مفاجئا خاصة وان الترتيب لم يكن من مصر ولكن من الديوان الملكى الاردنى فهناك بعد امنى وسرية فالترتيب كان سريا .

* لكن ما معنى قولك بأنها لم تكن خاضعة للصدفة وهل جاءت بترتيب مع هذه الزيارات ؟

– اقصد انها على المستوى النفسى للمفتى فان نفسه كانت تتوق لها لكنه كان ينتظر اللحظة المناسبة وهذه اللحظة جاءت وكانت مبررة 100% لوضع حجر اساس لمشروع علمى , لكن التزامن مع احداث وزيارات اخرى لم يكن مرتبا قطعا والمفتى لا يقول كذبا فلم يتعامل مع قوات الاحتلال سواء فى الدخول او الخروج وطاقم الحراسة كله كان تابعا لملك الاردن وهذا الترتيب لن يتوافر لاى شخص والمفتى لا يمكن ان يخرج من القاهرة للقدس لانه كان سيحتاج للذهاب للسفارة والحصول على تاشيرة .

* ولكن الازهر والمجمع اتخذ قرارا بعدم الزيارة طوال العقود الماضية وزيارة المفتى تعد مخالفة لهذا القرار ؟

– فضيلة المفتى شخصية تعمل دائما على تغيير الاتجاهات وهذا التغيير يواجه بمقاومة شديدة ولكنه لديه من الشجاعة والجرأة والبصيرة للقيام بهذا وهو يدرك كل هذا لكنه عندما رأى وسمع أن المقدسيين احوالهم تتفاقم وان عدم الزيارة يصب فى خدمة تهويد القدس فأراد أن يلقى حجرا فى الماء الساكن حتى يحدث هذا الحراك وطبيعى ان يكون فى اوله هجوم شرس خاصة ولكن ممكن بعض الناس تفكر بعد هذه الضجة بشكل موضوعى وهناك البعض اكد لى انه يريد ان يذهب كى يعاين معاناة المقدسيين , كما ان علماء الازهر الذين يرفضون الزيارة يرفضونها على المستوى المؤسسى كموقف سابق للازهر ولكنهم يتفهمون الملابسات التى احاطت بزيارة المفتى للقدس , ومن علماء الازهر من اكد دعمه وموافقته على مبدأ زيارة القدس وفائدتها للمقدسيين ومنهم د حمدى زقزوق , ود محمد الشحات الجندى , ود طه ابوكريشة , ود احمد عمر هاشم , ود ابراهيم بدران , والمستشار رجائى عطية وغيرهم .

* لذلك لا يمكن ان نقول ان الزيارة شخصية لان الكثيرين سيقتدون بالمفتى ؟

– وانا اوافق على ما تقولين .

* وهل هناك خطوات أخرى ستتم بعد أن ألقى المفتى بالحجر فى الماء الساكن كما تقولون ؟

– نعم  بدأ الكثيرون يقتنعون بالفكرة ويؤيدونها ومنهم منصور حسن , ود على السمان وعدد من الاعلاميين واساتذة الازهر ومفتى البوسنة والهرسك وهذا التأييد سيزيد فى المستقبل وهناك تتبعات تتم على مراحل فبعد ردود الفعل الغاضبة يبدأ الناس فى التفكير بعد ان كانوا يعتقدون ان هناك اجماعا على هذه القضية فأصبح  هناك بعض الشخصيات ذات الثقل فى مصر وخارجها تبحث الفكرة وتؤيدها ثم يحدث حراك سياسى دينى حول اعادة النظر فى القضية برمتها وفى طريقة دعم القدس وضوابط الزيارة.

* لكن هناك رأى اخر يشير الى انه لو تم السماح للمسلمين والمسيحيين بزيارة القدس فما المبرر لتحريرها اذا كانت الزيارات تتم بسلام تحت الاحتلال وان هذا دعوة للاستكانة لنزور الاسير بدلا من العمل على تحريره ؟

– وهذا ايضا يستلزم اعادة تغيير وتقييم المواقف بناء على ماهو موجود على ارض الواقع لاننا اتخذنا هذا الموقف منذ 40 عاما ولم نفكر فيما اذا اصبح هذاملائما للواقع ام يحتاج الى دراسة لان الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والاحوال فالزيارة فى حد ذاتها جائزة شرعا لكن هناك اجتهادات فى مدى استفادة المقدسيين منها ولذلك نريد اعادة ودراسة هذه الظروف المحيطة لنصل الى حلول اخرى تفيد القضية , واذا قلنا لن نزور القدس حتى يتم تحريرها فكيف سيتم ذلك وهل نترك الاسرائيليين حتى يهدموا الاقصى ويكملوا تهويد القدس .

* وهل هناك فتاوى خاصة لدار الافتاء بخصوص هذه الزيارات ؟

– هناك احد مشايخ الازهر زار القدس عام 1931 وهى تحت الانتداب وهناك مشايخ زاروها بعد 48 كما يقول علماء القدس وهناك فتوى لدار الافتاء بجواز الزيارة بضوابط وشروط

*  ولكن هناك مئات الشباب الذين يريدون السفر لاسرائيل وقد يتخذون من هذه الزيارة ذريعة ومبررا بزيارة المفتى للقدس ؟

– نعرف ان هناك من سيستغل الامر ومن يقرأه ويفهمه فهما وقراءة وممارسة خاطئة وهذا طبيعة تغيير الاتجاه .

* المفتى غادر القاهرة الى أبو ظبى عقب اجتماع مجمع البحوث الاسلامية الذى ناقش زيارته للقدس وهو ما فسره البعض بأنه هروب من الضجة والهجوم الذى احدثته الزيارة ؟

– هذا الكلام عار تماما من الصحة والسفر الى الامارات العربية المتحدة كان محددا منذ فترة والمفتى كان مرتبطا بالتدريس لمجموعة من الطلاب فى اطار  الاحتفالية العلمية لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الشيخ زايد وهؤلاء الطلاب حجزوا فنادق واتخذت كل الترتيبات والموعد كان محددا من قبل وحتى 3 مايو القادم .

* وهل يمكن ان يقطع المفتى زيارته للامارات ويعود الى القاهرة خاصة بعد تصاعد الانتقادات التى وصلت الى حد الوقفات الاحتجاجية امام دار اوالافتاء والمطالبة بعزله أو تقديم استقالته ؟

– لا ليس مقررا ان يعود قبل انتهاء برنامجه الدراسى هناك ..

* كانت هناك بعض الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات امام دار الافتاء اعتراضا على زيارة المفتى  وكذلك الانتقادات الموجهة من اعضاء  مجلس الشعب  فكيف ترون كل هذا الهجوم ؟

– نعم كانت هناك وقفات احتجاجية امام دار الافتاء لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 30 فرد ومنهم د صفوت حجازى وصلاح سلطان وكانت وقفة رمزية ونحن لا نعترض على اى وقفات سلمية لا تتجاوز حدود الانتقاد الموضوعى واختلاف وجهات النظر بعيدا عن التطاول والتجريح وهذه الوقفة ربطت المسألة بحكم العسكر والهتاف ضد العسكر  والجنزورى ووضعوا المسألة فى سياق اكبر .

* وماذا عن الانتقادات الموجهة للمفتى فى مجلس الشعب والمطالبة باستقالته ؟

– كل ما يقال مردود عليه واجاب عنه المفتى بالتفصيل وكله كلام انشائى عن طعن القضية الفلسطينية بخنجر , وان الزيارة كانت مرتبة من الموساد الاسرائيلى واعتراف بالتطبيع , وكان هناك من يتخذون موقفا مؤيدا للمفتى ولكن تم منعهم من الكلام .

* وهل كل هذا الهجوم يؤثر على قناعة المفتى من جدوى الزيارة ؟

– المفتى صاحب قضية وهو مقتنع تماما بما يفعله لانه ينظر للمألات والواقع الذى يواجهه الشعب المقدسى وكان يجب ان يلقى هذا الحجر فى المياه الراكدة ولعل موضوع الغاز كان من الاثار الجانبية للزيارة .

* وكيف يكون الربط بين هذه الزيارة وبين وقف تصدير الغاز ؟

– اقصد ان الزيارة فتحت الباب لمزيد من الخطوات الجريئة لدعم القضية الفلسطينية .

محمود بكري