من موظفة في مستشفى بالكويت ، إلى لقب سيدة الشاشة الخليجية، قطعت الممثلة حياة الفهد، المولودة في 18 نيسان/ابريل عام 1948 مشوارا طويلا مع الفن،
حازت خلاله العديد من الألقاب، ومرت بالعديد من الأزمات أيضا.

حياة الفهد لم تخطط لتكون ممثلة
لم تكن حياة الفهد تخطط لحياتها أن تكون ممثلة، غير أنها اكتشفت حبها للفن في بداية خمسينيات القرن العشرين، بعد أن شاهدت فيلم سينمائي كان من بطولة فريد الأطرش، وأصبحت تتردد بعد ذلك على السينما، وسرعان ما تحوّل هذا الأمر إلى هواية تمارسها باستمرار.
وأثناء عملها في مستشفى الصباح بالكويت، زارت “فرقة أبو جسوم” المستشفى، وكانت زميلتها في العمل الإعلامية أمينة الشراح، وهناك سألهما “أبو جسوم” من منهما تريد العمل بالتمثيل، فقامت أمينة الشراح بالإجابة بأنها تريد أن تكون مذيعة وإن حياة الفهد تريد أن تكون ممثلة، فسأل “أبو جسوم” إن كان أهلها يوافقون وأبلغها بأنه سيعود بعد فترة إلى المستشفى لمعرفة الجواب، وبعد التمهيد فاتحت والدتها برغبتها في التمثيل، لكن والدتها رفضت ذلك وضربتها، وبعد فترة عادت “فرقة أبو جسوم” إلى المستشفى فسألها “أبو جسوم” إذا كانت فاتحت أهلها بالموضوع فأجابت بالنفي، وطلبت منحها فرصة ثانية، وكانت كلما تفاتح والدتها بالموضوع كانت تتعرض للضرب فتزداد إصراراً وعناداً، وبعد شهرين من المواجهات الصعبة قررت الإضراب عن الطعام، وصودف آنذاك أن إلتقى “أبو جسوم” أثناء عمله مع الجيش شقيقها وحاول إقناعه، فأبدى هذا الأخير ليونة وأقنع والدته بالأمر.
ولدت حياة الفهد في منطقة شرق، وقد تربّت يتيمة بعد فقدانها لوالدها وعانت من قسوة أمها، ولم تكمل دراستها الابتدائية إلا إنها تعلمت القراءة والكتابة باللغة العربية الفصحى، وأجادت الإنجليزية أيضا.
مشوار حياة الفهد الفني
بدأت حياة الفهد مشوارها الفني في مسرحية الضحية عام 1963 مع الممثل منصور المنصور، من تأليف صقر الرشود، بينما كانت بدايتها في التلفزيون من خلال مسلسل “عايلة بو جسوم”، والذي قدم عام 1964. وقدمت العديد من الأعمال الكوميدية والتراجيدية ما بين مسلسلات ومسرحيات وسهرات تلفزيونية، خلال مسيرتها الفنية الممتدة في المجال الفني والإعلامي.
لُقّبت حياة الفهد بسيدة الشاشة الخليجية، وبرز هذا اللقب كثيراً حين وضع في مقدمة مسلسل “جرح الزمن” للكاتبة فجر السعيد ​. كما إنها عملت مذيعة في إذاعة الكويت في الفترة ما بين عام 1965 وعام 1968، قدمت خلالها عددا من البرامج الإذاعية مع أمل عبدالله وجاسم كمال.
قدمت ثنائي ناجح مع الممثلة سعاد العبدالله في فترة من فترات مشوارها الفني، وكانت ثمرة هذا التعاون أعمال تعد بصمة من بصمات الفن الخليجي، منها: “رقية وسبيكة، على الدنيا السلام، خالتي قماشة، سليمان الطيب، خرج ولم يعد، درس خصوصي” وغيرها، ومع نهايات عام 2012 عرضت عليها الكاتبة و​ داد الكواري ​نص لمسلسل حمل اسم “عساكم من عواده” يجمعها مع سعاد العبدالله وافقت هي وسعاد العبد الله على التمثيل بالمسلسل، وبعد إصابة المخرج عبدالخالق الغانم غيّر إسم المسلسل إلى “​البيت بيت أبونا ” وتول إخراجه ​غافل فاضل ، وعرض في شهر رمضان لعام 2013، ويعتبر هو العودة لهما بعد 13 عاماً من عدم التعاون بينهما، حيث كان آخر عمل جمعهما هو المسلسل القطري “​عيال الذيب ” عام 2000.

محاولات شعرية
وإلى جانب عملها الفني، لـحياة الفهد محاولات شعرية، ولديها القدرة على كتابة القصص والسيناريوهات حيث قامت بكتابة العديد من الأعمال التلفزيونية، ولها ديوان شعر واحد باسم “عتاب” صدر في نهاية سبعينيات القرن العشرين.

حياة الفهد تزوّجت مرتين
تزوجت حياة الفهد مرتين، ولها أربع أبناء أكبرهم سوزان المتزوجة من عبداللطيف ابن الممثل خالد العبيد، وأصغرهم روزان.

حقائق لا تعرفونها عن حياة الفهد
أمنية حياتها العيش في الريف، فهي تهوى الحياة البسيطة وبداخلها حنين للماضي، ولكنها لا تستطيع أن تحقق أمنيتها لأنها تعودت على حياة المدينة، وجسدت صعوبة الحياة التي عاشها أجدادها في الماضي.

هي من تختار الملابس بنفسها بما يتناسب مع الشخصية التي تقدمها، كما تساعد زميلاتها الممثلات في اختيار ملابسهن.

إنسانة عاطفية جداً، وتضحي دائماً من أجل الآخرين بسعادتها وراحتها.

طباخة ماهرة، تحب في الطعام المصري كباب الحلة والكشري، وتحب في الطعام الصيني أنه يحتوي على الخضروات ومواد كثيرة مفيدة، ولا تحب الطعام الإيطالي لأنه يحوي الكثير من النشويات واللحوم.
على الناحية الفنية، تتمنى حياة الفهد أن تقدم إمرأة مجنونة، أو سجينة تؤدي عقوبة المؤبد.
د/امال بوسعادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *