سقطت طائرة ركاب على متنها نحو مئة شخص بالقرب من مدينة الما اتا في قازاخستان يوم الجمعة بعد إقلاعها، واصطدمت بمنزل في حادث أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة العشرات.
وواجهت الطائرة، وهي من طراز فوكر 100 وتديرها شركة بيك إير، مشكلة بعد فترة وجيزة من إقلاعها من الما اتا، المركز التجاري لقازاخستان، في طريقها للعاصمة نور سلطان قبل الفجر.
وقال رجل الأعمال أصلان نزارعلييف الذي نجا من الحادث لرويترز “مالت الطائرة إلى اليسار ثم إلى اليمين ثم بدأت تهتز وهي لا تزال تحاول الارتفاع”.
وعثر المحققون على علامات خدش على المدرج.
وقال نائب رئيس الوزراء رومان سكليار للصحفيين “لامس ذيل الطائرة المدرج مرتين قبل تحطمها… سيجري تشكيل لجنة لمعرفة إن كان خطأ الطيار أم مشكلات فنية”.
وقالت ناجية من الحادث لموقع تنجرينيوز الإخباري إنها سمعت “صوتا مروعا” ثم بدأت الطائرة تهوي. وأضافت “كانت الطائرة تميل أثناء التحليق. كل شيء كان مثل ما يحدث في الأفلام، صراخ وصياح وأناس يبكون”.
وأعلنت السلطات الصحية في الما اتا في بداية الأمر أن عدد قتلى الحادث 15 شخصا أو أكثر لكنها عدلت العدد في وقت لاحق إلى 12. وقالت إن 66 شخصا نقلوا إلى المستشفى وبعضهم في حالة خطيرة.
وكانت الطائرة تقل 93 راكبا وأفراد الطاقم البالغ عددهم خمسة وذكرت وزارة داخلية قازاخستان أن قائد الطائرة من بين القتلى.
وقالت الوزارة إنها تحقق في انتهاك محتمل لقواعد الطيران والسلامة وهو إجراء قانوني معتاد. وكان ضباب كثيف يغطي المنطقة في وقت الحادث.
وأعلنت هيئة الطيران في قازاخستان أنها علقت جميع رحلات الطائرات من طراز فوكر 100 انتظارا لنتائج التحقيق.

“أنين وصراخ”
وقال نزار علييف إنه كان جالسا بجوار مخرج للطوارئ في الصف الخامس عشر وإن جميع الصفوف الموجودة أمامه تحطمت عندما انشطرت الطائرة إلى نصفين نتيجة الاصطدام.
وتابع “خرجنا من مخرج الطوارئ… بدأت أنا والرجال الآخرون في إخراج الناس من الطائرة. كان بعضهم محاصرين تحت الأنقاض الخرسانية للمبنى. كان هناك أنين وصراخ وكان الظلام يحيط بنا”.
وطوقت السلطات موقع السقوط في قرية ألميريك التي تقع بعد نهاية المدرج مباشرة.
وظل المطار يعمل وشوهدت طائرات أخرى تقلع بعد الحادث.
وفي مطار نور سلطان قدمت السلطات إفادة لأقارب الركاب، الذين كان بعضهم يسافر لقضاء العطلة مع الأسرة، بشأن مصير ذويهم ووفرت لهم رحلات طيران إلى الما اتا.
وقال رئيس قازاخستان قاسم جومارت توكاييف على تويتر “المسؤولون (عن الحادث) سينالون عقابا شديدا وفقا للقانون”، وعبر عن تعازيه للضحايا وأسرهم.
وأمر الرئيس بإعلان يوم 28 ديسمبر كانون الأول يوما للحداد الوطني وكلف رئيس الوزراء عسكر مامين برئاسة لجنة للتحقيق في الحادث.
وقالت الحكومة إن الطائرة المنكوبة من إنتاج 1996 وصدرت أحدث رخصة طيران لها في مايو أيار 2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *