شخصيات في الإسلام

آل ياسر

(صبراً آل ياسر …إن موعدكم الجنة)

هو ياسر بن عامر الكناني ترك بلادة و أستقر في مكة المكرمة غير ان ياسر لم يكن له في مكة عصبية تحمية ولا اسرة تمنعة

فما كان منه إلا ان حالف(أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي)

رأى أبو حذيفة في ياسر من كرم الشمائل ونبل الخصائل ما حببه إليه فزوجه من أمة له تدعى (سمية بنت خباط)  فكان أول ثمرات هذا الزواج غلام فرح به الأبوان أعظم الفرح ودعواه عماراً.

وقد تضاعفة فرحتهم به حين حرره ابو حذيفة وأعتق رقبته .

عاشة الاسرة في كنف بني مخزوم عيشة هانئة راضية وجعلت السنون تمضي فإذا بياسر وسمية يغدوان شيخين معمرين ثم اشرقة الارض بنور ربها  فلقد قام النبي الامي يصدح برسالة ربه وينذر قومه ويبشرهم ويدعوهم إلى ما فيه عز الدنيا وسعادة الاخرة .

سمع عمار بن ياسر أخبار الدعوة الجديدة من أفواه الناس ففتح الله قلبة وعقلة للإسلام وذهب الى الرسول الكريم (ص) حيث كان بدار الأرقم بن الأرقم وهناك سعد بلقاء النبي فبسط يده وقال أشهد أن لا إله إلا لله وأشهد أنك عبده ورسوله .

توجه عمار بن ياسر الى امه سمية فدعاها إلى الإسلام فما أسرع أن استجابة لدعوتة كأنها معه على موعد , ثم اتجه إلى أبيه ياسر فدعاه إلى مادعا إليه امه فلم يكن ابوه اقل استجابه من امه ثم اسلمة وامنت الأسرة بأكملها .

طار خبر إسلام الاسرة إلى بني مخزوم فستشاطوا غضباً وأقسموا ليردنهم عن إسلامهم أو ليوردنهم موارد الهالكة .

فأخذوا الابوين وفتاهما إلى بطحاء مكة وألبسوهم دروع الحديد وجعلوا يصهرونهم بأشعة الشمس ويمنعون عنهم الماء ويتعاقبون عليهم بالضرب حتى تجف حلوقهم وتتشقق جلودهم وتسيل دمائهم ثم يتركوهم ليعيدوا الكرة في اليوم التالي وقد مر عليهم الرسول ذات يوم وهم يعذبوا فعز في نفسه أنة لا يملك لهم قوة ولا نصراً ووقف عليهم وقال: (صبراً ال ياسر فإن موعدكم الجنة ).

فهدأت النفوس المعزبة وقرت العيون وعلت الوجوه المتعبة ابتسامة راضية .

لم يطل الامر بالشيخين الكبيرين, اما سمية فمر بها ابو جهل وهي تعذب وشتمها وطعنها في أسفل بطنها فخرجت حربة الرمح من ظهرها فكان أول من أشهد في الإسلام  وحسبها بذالك

أما ياسر فمات تحت التعذيب وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله أشد الاذى على عمار بعد أستشهادأبويه أقبل ذات يوم إلى رسول الله (ص) كاسفا حزينا خجلاً ولم يستطيع أن يرفع بصره الى رسول الكريم .

فقال صلى الله عليه وسلم:ما ورائك يا عمار ؟؟

فقال عمار: شر مسيطر يا رسول الله .

فقال الرسول : وماذاك؟

فقال عمار : عذبت أمس حتى نالني من الجهد والضر مالو نزل على جبل لصدعه ثم إن أعداء الله لم يكفوا بما عرضوني له من حر الهواجر فأحرقوا جسدي بالنار وما زالوا يرغمونني على النيل منك وذكرآلهتهم بخير حتى فعلت …

ثم اخذ يبكي بكاء يقطع القلوب .

فقال النبي(ص): وكيف ترى قلبك يا عمار ؟

فقال عمار: أجده مطمئنا يا رسول الله

فقال الرسول: لا عليك وإن عادوا إلى مثلما فعد إلى مثل ما قلت ثم أكرم الله عمارا وأنزل فيه قرآن فقال تعالى(من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان …ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله فلهم عذاب عظيم)

ولما إذن الرسول (ص)لإصحابه بالهجرة إلى المدينة كان عمار من أول المهاجرين وما إن بلغوا قباء حتى دعاهم إلى بناء مسجد يقيمون فيه الصلاة فأستجابوا لطلبه وكان المسجد الذي أقامه عمار أول مسجد يقيمون فيه الصلاة فأستجابوا لطلبه وكان المسجد الذي اقامه عمار أول مسجد بني في الإسلام ويكفيه بذلك سابقة .

ولازم عمار الرسول (ص) وكان الرسول يبادله حبا بحب فكان إذا أقبل عليه قال: جاء الطيب المتطيب

وفي يوم بدر قاتل عمار قتال الشجعان وكان المسلم الوحيد الذي خاض هذه المعركة وأبويه مؤمنان شهيدان ولما لحق الرسول بجوار ربه وارتد أكثر العرب عن الإسلام كان له موقف مشهور.

وقف عمار بن ياسر على صخرة مشرفة وقد قطعت أُذنه وبقيت عالقة برأسه وقال: يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون ,إلي يا معشر المسلمين …. ثم مضى أمامهم وأذنه تندب على ضفعة خده وضل على ذالك حتى قتل مسيلم الكذاب وجعل الناس يعودون الى دين الله أفواجا بعد أن خرجوا منه افواجا.

ولما آلت الخلافة إلى عمر واته الكوفة وجعل معه عبدالله بن مسعود معلما ووزيراً

ثم إن عمر اله فأقصاه غن الإمارة فلما لقيه قال له: أساءك مافعلت معك يا عمار؟

فقال: والله لقد أساءتني الإمارة أكثر مما أساءني الإقصاء عنها.

رضي الله عن عمار وعن ابيه ياسر وامه سمية فقد كان بيتهم بيت إيمان.

د/امال بوسعادة