السؤال: ما حكم شخص أدرك ركعة واحدة مع الإمام، رغم أنه بعد الأذان كان يتحدث، وقبل الإقامة بقليل قام وتوضأ، وهو يعلم أنه بفعله هذا لن يدرك الجماعة من الركعة الأولى، ولكنه يقول: من أدرك ركعة واحدة،

فقد أدرك الجماعة، علما بأن هذا الفعل يتكرر منه في بعض الأحيان؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن التأخر عن الالتحاق بالجماعة حتى تفوت ركعة كاملة، يُفَوِّت على الإنسان فضائل كثيرة، منها: إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام.

ومن حافظ عليها فأجره كبير، وذلك لما رواه الترمذي وغيره، وحسنه الألباني أن رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَنْ صَلَّى لِلهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ، يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى؛ كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ.  

وجاء في حسن التنبيه للغزي -الشافعي-: ووجهه أنه إذا لازم على تحصيل تكبيرة الإحرام، صار عادة له، فيبرأ من النفاق؛ لأن ترك الاهتمام بها يؤدي إلى ترك الاهتمام بأصل الصلاة، وهو من خلق المنافقين.

 ومن ثم قال إبراهيم النخعي -رحمه الله تعالى-: إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى، فاغسل يديك منه. انتهى.

وعلى أي حال، فعلينا أن نحسن الظن بهذا الشخص، ونلتمس له أحسن المخارج، وخاصة أنه يحافظ على الصلاة في الجماعة، ويحرص على إدراك فضلها ولو بركعة واحدة.

جاء في الرسالة لابن أبي زيد -المالكي- مع شرحها: “وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً فَأَكْثَرَ؛ فَقَدْ أَدْرَكَ الْجَمَاعَةَ” يَعْنِي أَدْرَكَ فَضْلَهَا وَحُكْمَهَا فَيَكُونُ لَهُ ثَوَابُ مَنْ حَضَرَهَا مِنْ أَوَّلِهَا كَامِلًا ..” انتهى.

وإن استطعت أن تنصح له؛ كي يحافظ على إدراك الصلاة من أولها مع الإمام، فهو أمر حسن.

 والله أعلم.