السؤال: تزوّجت زوجي منذ 12 عامًا، وكان يبدو ميسور الحال عند الخِطبة، وأخفى مشاكله المادية. وبعد الزواج اكتشفت أنه مدين، وأن تجارته لا تعمل جيدًا، وأنا أعمل -والحمد لله-،

 

وعملي يوفّر لي راتبًا محترمًا أنفق منه على البيت، وعلى ابني.

سافر الزوج إلى الخارج منذ سبع سنوات، ولكنه لا يعمل جيدًا أيضًا، وطوال هذه الفترة وأنا أرسل الأموال له من عملي كما يشاء، وهو متغيّب عني لا أراه منذ خمس سنوات، ونتواصل عن طريق المكالمات الصوتية فقط للاطمئنان، ويطلب مني إرسال الأموال له؛ لأنه مُعسِر، ولا يقدر على قوت يومه، وأرسل المال كثيرًا، فهل عليّ وزر إن امتنعت عن إرسال الأموال إليه، وأعدّ زوجة لا تقدّر الظروف؟ وهل يجب عليّ طلب الانفصال لعدم إنفاقه عليّ، وعدم وجوده معنا؟ فأنا أرغب في الحمل مرة أخرى، وهو بعيد عني، ولا ينفق عليّ، ولا على ابنه.

وهو على خُلُق ودِين معي، ويعاملني معاملة جيدة جدًّا، ولا يضرب، ولا يشتم، وهو مصلٍّ، ولكني أفتقد وجوده كزوج، وسند لي في حياتي، وتحدّثت معه كثيرًا، وهو دائم الحديث عن صبر الزوجة، وأن لها الجنة إذا صبرت، لكني لم أعد أطيق.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول ابن مسعود، زوجك وولدك أحقّ من تصدّقت به عليهم.

ونوصيك بالاستمرار في نصح زوجك بلِين ولطف، وأن لك عليه حقوقًا، وأنه مهما أمكن أن تقيما معًا في بلدكم، أو بلد إقامته، كان أفضل؛ ليعفّ نفسه، ويعفّك، ورجاء أن يرزقكم الله الولد، ولعله إذا اتّقى الله، وأدّى هذه الحقوق أن يفتح الله عليه من أبواب الرزق ما لا يخطر له على بال، فقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2}.

ويمكنك الاستعانة في أمر نصحه ببعض المقرّبين إليه، إن احتجتِ لذلك.  

 وأمر زوجك لك بالصبر، وبيانه فضيلته شيء طيب، ولكن عليه أن يجتهد في أن يجعلك في عافية، لا أن يتركك في هذا البلاء، ويأمرك بالصبر عليه.

 د/امال بوسعادة