أبدى متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، ترحيبا حذرا ، يوم الأربعاء ، بشأن تصريحات أدلى بها أكبر منافس انتخابي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
تنياهو، وهو جنرال كبير سابق ، بيني جانتس ، والتي أبدى فيها انفتاحه على إزالة مستوطنات من الضفة الغربية المحتلة في المستقبل.
وقال جانتس ايضا ” إنه يجب ألا تواصل إسرائيل هيمنتها على شعب اخر “. وفي وقت تقترب فيه الانتخابات العامة وتلوح فيه في الأفق خطة سلام أمريكية، أبدى الجنرال الإسرائيلي السابق بيني جانتس مرشح تيار الوسط انفتاحا على حل وسط بشأن الأراضي في الضفة الغربية المحتلة. ويأتي ذلك على النقيض من موقف رئيس الوزراء اليميني نتنياهو الذي استبعد الانسحاب من المستوطنات.
ومن المتوقع إلى حد بعيد كشف النقاب عن الخطة الأمريكية السرية لكسر الجمود الدبلوماسي المستمر منذ خمس سنوات بعد الانتخابات الإسرائيلية في التاسع من أبريل نيسان. وتتوقع مؤسسات استطلاع الرأي أن يفوز حزب الليكود المحافظ الذي يتزعمه نتنياهو بنحو 30 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 120 مقعدا مما يضمن له الاستمرار في المنصب لفترة خامسة.

“نحتاج لإيجاد طريقة لعدم الهيمنة على الآخرين”
وقال جانتس لصحيفة يديعوت احرونوت، ردا على سؤال بشأن احتمالات التسوية مع الفلسطينيين الذين يريدون دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية، “نحتاج لإيجاد طريقة لعدم الهيمنة على الآخرين”.
وأضاف جانتس أنه يريد تعزيز كتل المستوطنات في الضفة الغربية. لكنه لم يشر إلى مصير المستوطنات المعزولة ضمن أي اتفاق سلام في المستقبل إذا حصل الفلسطينيون على دولة مستقلة.
ويكتسب حزب جانتس الجديد (الصمود) قوة أمام حزب الليكود ، وتشير توقعات إلى أنه سينال ما قد يصل إلى 24 مقعدا برلمانيا.
وأشاد نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس “بإشارات ترد من جانتس بشأن المستوطنات” قائلا إنها خطوة في الاتجاه الصحيح إذا فاز بالانتخابات وأبدى “إرادة واستعدادا” للسلام.
وأضاف أبو ردينة لرويترز “سيكون من المشجع تمسكّه برأيه إذا فاز”. وتعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراض احتلتها في حرب عام 1976 غير شرعية وفقا لاتفاقات جنيف. وترفض إسرائيل ذلك وتقول إن صلات تاريخية تربطها بهذه الأرض وعكفت على توسيع المستوطنات باستمرار بما في ذلك خلال السنوات العشر الماضية في ظل حكم نتنياهو.
ويقول الفلسطينيون إنه يتعين إزالة المستوطنات من دولتهم المستقبلية ضمن أي اتفاق نهائي ما لم تقم إسرائيل بضمها بموجب تبادل للأراضي يتم التفاوض عليه.

“لن يصدر قرار أحادي بشأن إخلاء المستوطنات”
وانهارت آخر محادثات للسلام بين الجانبين عام 2014 وكانت مسألة المستوطنات أحد أسباب ذلك، كما يقاطع عباس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، متهما إياه بالانحياز لإسرائيل.
واتهم حزب الليكود في بيان ، جانتس بالتخطيط لتشكيل “حكومة يسارية” متعاطفة مع الفلسطينيين.
لكن حزب (حوسن ليسرائيل ) قال في بيان “لن يصدر قرار أحادي بشأن إخلاء المستوطنات”، مضيفا أن جانتس “سيحافظ على… وسائل حماية أمنية غير قابلة للتفاوض”.
واستشهد جانتس بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة من جانب واحد عام 2005 وقال لصحيفة يديعوت احرونوت “نحن بحاجة إلى تعلم الدروس وتطبيقها في مكان آخر”.
ولم تدعم إدارة ترامب صراحة إقامة دولة فلسطينية ، وقالت إن طرفي الصراع يحتاجان إلى التوصل إلى تسوية.

د/أمال بوسعادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *